الثلاثاء، 14 ديسمبر 2010

فعل الشرف الحق ...!؟


العالم ينهض من حولنا ويسابق الزمن باتجاه المزيد من التقدم والتطور في حين أن المجتمع السوري لا يزال غارقاً في أوحال العادات والأعراف القبلية الموروثة فالعديد من الجرائم لا تزال تحدث كل يوم تحت راية الشرف المتوهم و على إيقاع الزغاريد ولم لا والقتلة سيخرجون من المحاكم بأقل الخسائر بعد أن كانوا غسلوا ( عارهم ) وجففوا أيديهم بمناديل قوانين العقوبات كالمادة / 192 / من قانون العقوبات السوري ومعظم المواد المتعلقة بالمرأة في قانون الأحوال الشخصية فإلى أين تسير شعوبنا وهي تتظلل بمثل هذه القوانين الآثمة بل إلى أية هاوية تنحدر...؟
أختي.. ابنتي .. زوجتي دنست ( شرف ) العائلة وكان لا بد من استعادته وهذا لا يكون إلا بفعل الشرف وغسل ( العار ) هذا ما يقوله القاتل في المحاكم السورية لا أكثر ولا أقل..! لا ريب في أن هذه الجرائم التي تملاً أخبارها صفحات الحوادث في الصحف والمواقع الإعلامية والكثير منها يبقى طي الكتمان تكشف عن مدى تسِّيد ثقافة القرون الغابرة بما هي ثقافة ذكورية خالصة بالرغم من كل البرامج والشعارات التي أتحفتنا بها أنظمة وأحزاب ما بعد الاستقلال ومعروفٌ أنها أنظمة وأحزاب ( تأرنبت ) في ميادين الشرف الوطني ـ مع حبنا للأرانب ـ وهي لا تزال تتأرنب...!؟ إن محو المادة / 192 / من قانون العقوبات والمرسوم / 37 / لعام 2009 وإعادة النظر جذرياً بكافة المواد الناظمة لشئون المرأة من مولدها إلى موتها في قانون الأحوال الشخصية هو بحق فعل الشرف المستعجل المطلوب من ذكور هذه الأيام ويا لهم من ذكور لا يعيبهم فعل العيب ولا ثقافة الانحطاط الذكوري فلا تشغلهم مثل هذه القضايا ( الثانوية )...!؟
أين النخب المنصرفة إلى الجدل السياسي العقيم كما يبدو للناظرين أين هم من هذه المعضلة الكبرى..؟ كيف يمكن مثلاً تصور أن تكون هناك انتخابات شعبية ديمقراطية صرعنا بها النخبويون هؤلاء وهم ساكتون عن حقيقة أن الوطن هو وطنهم وحدهم بما هو وطن الذكور حصراً وذلك بمعايير الثقافة السائدة التي لا يخدشونها إكراماً للحلفاء الإسلاميين بمختلف تلاوينهم...!؟ لكن عن أية صناديق ديمقراطية شعبية نتحدث ونحن رأينا حقيقة صناديق النخب إياها فمن لا يعرف ما حدث إبان الانتخابات الأولى لإعلان دمشق وما حدث في انتخابات الإعلان المهاجر مؤخراً وما حدث ويحدث في كافة الأحزاب السياسية منذ وجدت وإلى يوم أصبحت فيه الديموقراطية علكة لمضغ الكلام وحسب...!؟ .


السبت، 4 ديسمبر 2010

قراءة آينشتاينية للغد…!؟


( أنا لا أعرف السلاح الذي سيستخدمه الإنسان في الحرب العالمية الثالثة، لكني أعرف أنه سيستخدم العصا والحجر في الحرب العالمية الرابعة )
هذا ما قاله آينشتاين عندما كان لا يزال يزخر بفيض عبقريته للبشرية .
وعندما نرنو بأنظارنا على واقع العالم هذه الأيام ندرك كم هي صائبة نبوءة آينشتاين !.
فالحياة حول العالم باتت مسمّرة بين براثن همجية الإنسان العصري .. و أقدارنا مهددة بحروب وحشية فانية ..
والحرب العالمية الثالثة تلوح بالأفق ،، رغم التأني والتخوّف ودراسة الحسابات .. إلا أنها تبدو موشكة على الانفجار انطلاقاً من منطقة الشرق الأوسط.
هل تدرك أغلبية الناس في منطقتنا مدى الوضع المتأزم الذي نحياه..؟
قد تندلع حرب إقليمية في أي وقت وستأخذ في التوسع إلى حدود لا يمكن التكهن بها..؟
كما أننا في مهب حروب فكرية سياسية عرقية مذهبية تتجاذب كافة شعوب المنطقة وتبقى هوية الإنسان حتى الآن غير نهائية فهي محل تجاذب مابين التنوير والظلامية، التنويريون متسلحين بالصبر والشجاعة يعملون على إذكاء شعلة المعرفة والحداثة والظلاميون يعملون كي يعودوا بالمجتمعات إلى الزمن الماضي وهذا الوجه من وجوه المعركة هو الأخطر الذي يهدد مستقبل البشرية…!؟
لقد أدرك آينشتاين أن تطور الحياة مهدد بالخلل الأخلاقي المحتمل وما نشهده من انحطاط في القيم الأخلاقية سيجعل من نعم العلم والتقدم نقمة على البشرية هذا ما ألمحه في رؤيتي كلما تمعـّـنت بهذه الفوضى الأخلاقية العارمة..!؟
كل هذا سيجعل الحرب العالمية الثالثة إذا ما اندلعت تلوك تقدمنا وحضارتنا لتقذف بنا إلى أيام البدائية وسيندثر كل شيء وأولها موارد الطبيعة وحينها سيكون الحظ حليفنا لو تمكنا من إيجاد خشبة نشعل بها ناراً .. أو ثمرة نسكت بها جوعاً … نعم هي الحياة المرتقبة إذا ما اندلعت الحرب الثالثة وبعدها سنعود لاستخدام العصي والحجارة والسهام
ليت أحداً يتوقف عند رؤيا آينشتاين ليدرك حجم الخطر المتربص بالحياة على كوكبنا…!؟

6 يوليو 2010

الإرهاب…!؟


على الرغم من أن نسبة الأمن والآمان تختلف من بلد لآخر من حيث أننا نجد بلد ينعم بقدر وافر من الأمن والاستقرار, وبلد آخر أقل منه أمناً, وثالث لا يعرف لراحة الأمن والأمان طعماً، إلا أن العالم كله بات موطناً لانعدام الأمان بعد أن صار متوقعاً بشكلٍ دائم حصول كارثة ما وكأن كل بلد على موعد مع انفجار قنبلة موقوتة في أية لحظة..!؟
لا شك أن للإنسان دورٌ كبير في ازدياد الكوارث على أنواعها والعالم الآن يحاول متأخراً تنسيق العمل على الحد من الآثار السلبية التي يخلفها التطور على البيئة والغلاف الجوي والبحار لكن، إذا كان ممكناً بفضل التقدم العلمي تجنب الكثير من الخسائر والآثار الناجمة عن الكوارث الطبيعية فإن ذلك يبقى محدوداً إذا تعلق الأمر بكوارث يتسبب بها الناس أنفسهم..!؟ فزيادة على ما طرأ من توسع في الجرائم الجنائية على اختلافها ابتلى العالم بوباء الإرهاب الذي يمكن اعتباره أكبر وأخطر كارثة من صنع الإنسان يتعرض لها الأحياء في كل مكان من العالم…!؟
إن كل هذه الأسباب المقلقة لأمن حياتنا تسبب أرقاً يجعلنا متيقظين ومتشككين وفي حالة من الاستنفار على الدوام..!؟
لكن، في الحقيقة فإن هذه الجرائم والمصائب لاتقارن بالكارثة الأعظم التي تتفشى كوباء في بلداننا وهي ظاهرة الإرهاب من حيث أنها أخطر كارثة بشرية خرجت من البشر وإليهم..!؟ لقد بدأ الإرهاب فكرياً وثقافياً وسياسياً في بداية الأمر ثم لما لم يسعى القيمون على المجتمعات لمواجهته ولجمه تحول ليصبح إرهاباً متعدد الأشكال وبخاصة بعد أن تكاثرت المنظمات الدينية التي ادعت أنها ستقوم بتنظيف العالم من الشرور والخطايا والآثام…!؟ والمقزز في الأمر أن هذه التنظيمات جمعت أسوأ الناس وأكثرهم جهلاً وتخلفاً وكيف لا وهم لا يتوانون عن القتل لأسباب واهية…!؟
فمن مختل عقلياً وأخلاقياً يظهر بين حشد من الناس مانحاً لنفسه أحقية معاقبة بعضهم أو الانتقام منهم فيفجر نفسه قاتلاً معه عدد كبير من الضحايا الذين ذنبهم أنهم وجدوا أنفسهم على قيد الحياة, إلى مختل آخر يؤمن حقاً أن عرشاً في السموات ينتظره بعد قتله حفنة من الأبرياء بسبب اعتناقهم مذهب مغاير فسمح لنفسه المريضة والخبيثة بتكفيرهم والحكم عليهم بالموت.!؟ إننا إذا نظرنا إلى بعض الأسباب التي تدفع أولئك المعتوهين إلى وحل التطرف الهذياني فسنجد أن بعضاً منهم قد وقع فريسة الأفكار والقناعات الجاهلة المتزمتة والحاقدة فإذا ما عجزوا عن فرض أمراضهم هذه على الآخرين اندفعوا إلى الانتحار ونحر من حولهم…!؟
وهنالك بعض الذين يعيشون ظروفاً صعبة توصلهم إلى إحباط ويأس من الحياة سواء لأوضاعهم المادية أو لأسباب اجتماعية تتعلق بمهنتهم أو لطموحات حلموا بتحقيقها وفشلوا فيكونون وقوداً جاهزاً للجماعات المتطرفة التي تجد سهولة في إقناعهم نتيجة الثقافة المهيمنة بأن مايحدث لهم ومعهم هو امتحانٌ من الله ليلفت أنظارهم إلى نقص إيمانهم وأن عليهم أن يبتغوا الجنة ليلقوا السكينة فيها ويعوِّضون ما فاتهم في الدنيا وهكذا يسري هذا الوباء فيتحول الإنسان العادي إلى متدين متطرف في خطوة تسبق تحوله ليصبح إرهابيا يرتدي حزاماً ناسفاً فيفجِّر نفسه عندما يأمره القائد أو أمير الجماعة..!؟ وهكذا فإن الإرهاب يتفشى كالوباء في المجتمعات الإنسانية وبالرغم من أن أغلب دول العالم تقاوم الجماعات الإرهابية فإن ما هو مطلوب أكثر بكثير لأن ما يظهر هنا وهناك لا يؤشر على تراجع أوانكماش ظاهرة التطرف الديني بل العكس من ذلك فبعد ما سمي بالحرب على الإرهاب حصلت ارتدادات دينية واسعة اضطرت معها الكثير من الحكومات لمساومة رجال الدين والمؤسسات والمنظمات الدينية…!؟
إن ظاهرة الإرهاب المدمِّرة وطالما أنها مرتبطة تمويهاً بالدين فإنها ستظل احتمالاً قائماً إلى أن تنضج الظروف للعلمنة التي لا علاج ناجع من دونها وإن يمكن القول إنه يمكن قبل ذلك عمل الكثير وأقله مواجهة تسييس الدين مواجهة صارمة لا تخضع للمساومات والتكتيكات المارقة كما يحصل هنا وهناك..؟
وكان الله … وكان العلم في عون الناس كل الناس للخلاص من وباء الإرهاب…!؟

2009-04-18

سورية أولاً…!؟

سوريا وكجزء من هذا العالم الفوضوي المعولم , وكقطعة من الوطن العربي المتهالِك المقزَّم، و
على مرّ التاريخ انتكست ونهضت, تضررت و رممت.!؟
وإذا عدنا بالذاكرة إلى الماضي القريب جداً , قبل عدة سنوات ماضية سنلاحظ ما تتالى على سوريا من أخطار وضغوطات ومصاعب منذ بدء مسلسل الاغتيالات في لبنان واتهام سورية بها سواء من مرتكبي هذا المسلسل الإجرامي الحقيقيون,أو من المتآمرين على سوريا , وصولاً إلى من راودهم الشك بصحة هذا الاتهام.!؟ كان على سوريا الدفاع عن نفسها والوقوف بوجه الخصوم من داخل لبنان ومن داخل سوريا ومن بعض الدول الأوربية ،ولا ننسى الحرب الإسرائيلية على لبنان ودعم سوريا لحزب الله مما ترتب عليه مزيد من عدائية الخصوم وضغوط اقتصادية وتهديدات بعقوبات صارمة من أمريكا وبعض الدول الأوروبية
لكن، سورية كانت شديدة الثبات بتأييدها لحق المقاومة ضد الاعتداء الإسرائيلي.
وتتوج صمود سوريا في الفترة الماضية عندما أثبتت مدى وطنية سياستها الخارجية وعروبتها كجزء من الوطن العربي وذلك أثناء الحرب الإسرائيلية الوحشية على غزة مبررة بحجة ضعيفة وهي التصدي للمقاومة الفلسطينية التي تهدد أمن إسرائيل!
كانت سوريا من أوائل الدول وأكثرها دعماً للمقاومة واحتجاجاً عربياً وعالمياً ، لقد تعرضت سوريا لضغوطات أمريكية وأوروبية كثيرة تعرضت للكثير بسبب سياساتها الخارجية
كما تعرضت إلى ما يشبه الحصار الاقتصادي لكنها تصدت لكل ذلك وأثبتت قوة موقعها وأثبتت
لنا جميعاً قوة وصلابة هذه السياسة المسئولة ومدى تأثيرها على كثير من القضايا.
كمواطنة سورية:
أشعر بفخر بفعل المواقف الوطنية النظيفة كما كل مواطن سوري يشعر بفخر شديد
ولطالما تمنيت أن تكون سوريا بلداً متقدماً من كل النواحي له موقعه ومكانته العالمية
, وأن يكون رقعة بارزة على الخارطة العالمية لا أن يكون مجرد لطخة هامشية بالكاد يلاحظها المرء
وهذه أمنيتي وهدفي أن يأتي يوم لا تحتسب فيه سوريا كبلد نامي ضعيف البنية
بل أن يكون هناك رؤية مميزة لبلد ينتقل من التنمية والهشاشة إلى مكانة تساوي دول العالم الأول ليكون أمنية لأي إنسان أن ينتمي إليه ..لكن سياسة البلد فيها ثغرات ومعيقات لا بد من معالجتها لتحقيق توازن التكتيك السياسي داخلياً وخارجياً فالشعب السوري يحتاج لوطنية الحكومة ونظافتها في سياستها الداخلية كما هي الحال خارجياً تسوية الأوضاع الاقتصادية للمواطن الذي يعيش وضعاً اقتصادياً مزريا أولاً وقبل كل شيء.!
ووضع حد للفساد والعبث من خلال استغلال المنصب والنفوذ على رأس الأوليات.!
وكتنظيم البلد وتأهيله ليكون نافذة سياحية جميلة نفخر بها لا نشعر بنقصها أمام السائحين
كالعمل على تنظيم وضع المدن العشوائي إضافةً إلى المناطق السياحية
كما وأيضاً يجب أن تواكب السياسة الداخلية ما تحققه السياسة الخارجية
فهناك عنصر هام جداً لا توازن سياسي بين الخارجي والداخلي من دونه وهو حرية الإنسان التي لازالت تفتقر للكثير.؟
حرية الكلمة التي بها نتمنى الأفضل لبلدنا لتكون كلماتنا مهما كانت قاسية نقطة ضوء نسلطه على ما يقتضي الوقوف عنده وتغييره
لا أن تكون الكلمة هي حبل مشنقة ينصب لنا على سطورنا.!؟
لو نجح تكتيك السياسة في الداخل كما هو ناجح وجلي في الخارج ستكون سوريا منارة للقوة والحضارة المتوازنة .. فبقدر ما أثق بأن تطلعاتي هذه هي صدى لرجاء الكثيرين
بقدر ما أشك بأن كلماتي ستنزلق في أذن صماء
بقدر ما أتمنى أن أكون على خطأ !!

2009-03-13