الثلاثاء، 14 ديسمبر 2010

الإرهاب…!؟


على الرغم من أن نسبة الأمن والآمان تختلف من بلد لآخر من حيث أننا نجد بلد ينعم بقدر وافر من الأمن والاستقرار, وبلد آخر أقل منه أمناً, وثالث لا يعرف لراحة الأمن والأمان طعماً، إلا أن العالم كله بات موطناً لانعدام الأمان بعد أن صار متوقعاً بشكلٍ دائم حصول كارثة ما وكأن كل بلد على موعد مع انفجار قنبلة موقوتة في أية لحظة..!؟
لا شك أن للإنسان دورٌ كبير في ازدياد الكوارث على أنواعها والعالم الآن يحاول متأخراً تنسيق العمل على الحد من الآثار السلبية التي يخلفها التطور على البيئة والغلاف الجوي والبحار لكن، إذا كان ممكناً بفضل التقدم العلمي تجنب الكثير من الخسائر والآثار الناجمة عن الكوارث الطبيعية فإن ذلك يبقى محدوداً إذا تعلق الأمر بكوارث يتسبب بها الناس أنفسهم..!؟ فزيادة على ما طرأ من توسع في الجرائم الجنائية على اختلافها ابتلى العالم بوباء الإرهاب الذي يمكن اعتباره أكبر وأخطر كارثة من صنع الإنسان يتعرض لها الأحياء في كل مكان من العالم…!؟
إن كل هذه الأسباب المقلقة لأمن حياتنا تسبب أرقاً يجعلنا متيقظين ومتشككين وفي حالة من الاستنفار على الدوام..!؟
لكن، في الحقيقة فإن هذه الجرائم والمصائب لاتقارن بالكارثة الأعظم التي تتفشى كوباء في بلداننا وهي ظاهرة الإرهاب من حيث أنها أخطر كارثة بشرية خرجت من البشر وإليهم..!؟ لقد بدأ الإرهاب فكرياً وثقافياً وسياسياً في بداية الأمر ثم لما لم يسعى القيمون على المجتمعات لمواجهته ولجمه تحول ليصبح إرهاباً متعدد الأشكال وبخاصة بعد أن تكاثرت المنظمات الدينية التي ادعت أنها ستقوم بتنظيف العالم من الشرور والخطايا والآثام…!؟ والمقزز في الأمر أن هذه التنظيمات جمعت أسوأ الناس وأكثرهم جهلاً وتخلفاً وكيف لا وهم لا يتوانون عن القتل لأسباب واهية…!؟
فمن مختل عقلياً وأخلاقياً يظهر بين حشد من الناس مانحاً لنفسه أحقية معاقبة بعضهم أو الانتقام منهم فيفجر نفسه قاتلاً معه عدد كبير من الضحايا الذين ذنبهم أنهم وجدوا أنفسهم على قيد الحياة, إلى مختل آخر يؤمن حقاً أن عرشاً في السموات ينتظره بعد قتله حفنة من الأبرياء بسبب اعتناقهم مذهب مغاير فسمح لنفسه المريضة والخبيثة بتكفيرهم والحكم عليهم بالموت.!؟ إننا إذا نظرنا إلى بعض الأسباب التي تدفع أولئك المعتوهين إلى وحل التطرف الهذياني فسنجد أن بعضاً منهم قد وقع فريسة الأفكار والقناعات الجاهلة المتزمتة والحاقدة فإذا ما عجزوا عن فرض أمراضهم هذه على الآخرين اندفعوا إلى الانتحار ونحر من حولهم…!؟
وهنالك بعض الذين يعيشون ظروفاً صعبة توصلهم إلى إحباط ويأس من الحياة سواء لأوضاعهم المادية أو لأسباب اجتماعية تتعلق بمهنتهم أو لطموحات حلموا بتحقيقها وفشلوا فيكونون وقوداً جاهزاً للجماعات المتطرفة التي تجد سهولة في إقناعهم نتيجة الثقافة المهيمنة بأن مايحدث لهم ومعهم هو امتحانٌ من الله ليلفت أنظارهم إلى نقص إيمانهم وأن عليهم أن يبتغوا الجنة ليلقوا السكينة فيها ويعوِّضون ما فاتهم في الدنيا وهكذا يسري هذا الوباء فيتحول الإنسان العادي إلى متدين متطرف في خطوة تسبق تحوله ليصبح إرهابيا يرتدي حزاماً ناسفاً فيفجِّر نفسه عندما يأمره القائد أو أمير الجماعة..!؟ وهكذا فإن الإرهاب يتفشى كالوباء في المجتمعات الإنسانية وبالرغم من أن أغلب دول العالم تقاوم الجماعات الإرهابية فإن ما هو مطلوب أكثر بكثير لأن ما يظهر هنا وهناك لا يؤشر على تراجع أوانكماش ظاهرة التطرف الديني بل العكس من ذلك فبعد ما سمي بالحرب على الإرهاب حصلت ارتدادات دينية واسعة اضطرت معها الكثير من الحكومات لمساومة رجال الدين والمؤسسات والمنظمات الدينية…!؟
إن ظاهرة الإرهاب المدمِّرة وطالما أنها مرتبطة تمويهاً بالدين فإنها ستظل احتمالاً قائماً إلى أن تنضج الظروف للعلمنة التي لا علاج ناجع من دونها وإن يمكن القول إنه يمكن قبل ذلك عمل الكثير وأقله مواجهة تسييس الدين مواجهة صارمة لا تخضع للمساومات والتكتيكات المارقة كما يحصل هنا وهناك..؟
وكان الله … وكان العلم في عون الناس كل الناس للخلاص من وباء الإرهاب…!؟

2009-04-18

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق