سوريا وكجزء من هذا العالم الفوضوي المعولم , وكقطعة من الوطن العربي المتهالِك المقزَّم، و
على مرّ التاريخ انتكست ونهضت, تضررت و رممت.!؟
وإذا عدنا بالذاكرة إلى الماضي القريب جداً , قبل عدة سنوات ماضية سنلاحظ ما تتالى على سوريا من أخطار وضغوطات ومصاعب منذ بدء مسلسل الاغتيالات في لبنان واتهام سورية بها سواء من مرتكبي هذا المسلسل الإجرامي الحقيقيون,أو من المتآمرين على سوريا , وصولاً إلى من راودهم الشك بصحة هذا الاتهام.!؟ كان على سوريا الدفاع عن نفسها والوقوف بوجه الخصوم من داخل لبنان ومن داخل سوريا ومن بعض الدول الأوربية ،ولا ننسى الحرب الإسرائيلية على لبنان ودعم سوريا لحزب الله مما ترتب عليه مزيد من عدائية الخصوم وضغوط اقتصادية وتهديدات بعقوبات صارمة من أمريكا وبعض الدول الأوروبية
لكن، سورية كانت شديدة الثبات بتأييدها لحق المقاومة ضد الاعتداء الإسرائيلي.
وتتوج صمود سوريا في الفترة الماضية عندما أثبتت مدى وطنية سياستها الخارجية وعروبتها كجزء من الوطن العربي وذلك أثناء الحرب الإسرائيلية الوحشية على غزة مبررة بحجة ضعيفة وهي التصدي للمقاومة الفلسطينية التي تهدد أمن إسرائيل!
كانت سوريا من أوائل الدول وأكثرها دعماً للمقاومة واحتجاجاً عربياً وعالمياً ، لقد تعرضت سوريا لضغوطات أمريكية وأوروبية كثيرة تعرضت للكثير بسبب سياساتها الخارجية
كما تعرضت إلى ما يشبه الحصار الاقتصادي لكنها تصدت لكل ذلك وأثبتت قوة موقعها وأثبتت
لنا جميعاً قوة وصلابة هذه السياسة المسئولة ومدى تأثيرها على كثير من القضايا.
كمواطنة سورية:
أشعر بفخر بفعل المواقف الوطنية النظيفة كما كل مواطن سوري يشعر بفخر شديد
ولطالما تمنيت أن تكون سوريا بلداً متقدماً من كل النواحي له موقعه ومكانته العالمية
, وأن يكون رقعة بارزة على الخارطة العالمية لا أن يكون مجرد لطخة هامشية بالكاد يلاحظها المرء
وهذه أمنيتي وهدفي أن يأتي يوم لا تحتسب فيه سوريا كبلد نامي ضعيف البنية
بل أن يكون هناك رؤية مميزة لبلد ينتقل من التنمية والهشاشة إلى مكانة تساوي دول العالم الأول ليكون أمنية لأي إنسان أن ينتمي إليه ..لكن سياسة البلد فيها ثغرات ومعيقات لا بد من معالجتها لتحقيق توازن التكتيك السياسي داخلياً وخارجياً فالشعب السوري يحتاج لوطنية الحكومة ونظافتها في سياستها الداخلية كما هي الحال خارجياً تسوية الأوضاع الاقتصادية للمواطن الذي يعيش وضعاً اقتصادياً مزريا أولاً وقبل كل شيء.!
ووضع حد للفساد والعبث من خلال استغلال المنصب والنفوذ على رأس الأوليات.!
وكتنظيم البلد وتأهيله ليكون نافذة سياحية جميلة نفخر بها لا نشعر بنقصها أمام السائحين
كالعمل على تنظيم وضع المدن العشوائي إضافةً إلى المناطق السياحية
كما وأيضاً يجب أن تواكب السياسة الداخلية ما تحققه السياسة الخارجية
فهناك عنصر هام جداً لا توازن سياسي بين الخارجي والداخلي من دونه وهو حرية الإنسان التي لازالت تفتقر للكثير.؟
حرية الكلمة التي بها نتمنى الأفضل لبلدنا لتكون كلماتنا مهما كانت قاسية نقطة ضوء نسلطه على ما يقتضي الوقوف عنده وتغييره
لا أن تكون الكلمة هي حبل مشنقة ينصب لنا على سطورنا.!؟
لو نجح تكتيك السياسة في الداخل كما هو ناجح وجلي في الخارج ستكون سوريا منارة للقوة والحضارة المتوازنة .. فبقدر ما أثق بأن تطلعاتي هذه هي صدى لرجاء الكثيرين
بقدر ما أشك بأن كلماتي ستنزلق في أذن صماء
بقدر ما أتمنى أن أكون على خطأ !!
2009-03-13
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق